مُحصن ضدّ الخوفعينة

حصن حضوره

حتّى في الظروف الصعبة، وسط الاضطرابات والفوضى، يمكنك البقاء مختبئًا في المسيح، محميًا وآمنًا داخل حصن لا يمكن اختراقه مصنوع من الجدران التي يبلغ سمكها ألف ميل. إنّه لا يزال حديقة مغلقة وسط الفوضى في الخارج. سيبقي روحك مستقرة كما لو لم تكن حقًا في مثل هذه الظروف القاسية. "لاَ يَجُوعُونَ وَلاَ يَعْطَشُونَ وَلاَ يَضْرِبُهُمْ حَرٌّ وَلاَ شَمْسٌ" (إش 49: 10). كيف يمكن أن يكون هذا؟ كيف يمكن أن يكون وقتنا الأكثر ضعفًا هو وقتنا الأكثر حماية ودائمًا؟ لأن "اَللهُ لَنَا مَلْجَأٌ وَقُوَّةٌ. عَوْناً فِي الضِّيقَاتِ وُجِدَ شَدِيداً" (مز 46: 1).

"اَلسَّاكِنُ فِي سِتْرِ الْعَلِيِّ فِي ظِلِّ الْقَدِيرِ يَبِيتُ. أَقُولُ لِلرَّبِّ: «مَلْجَإِي وَحِصْنِي. إِلَهِي فَأَتَّكِلُ عَلَيْهِ». لأَنَّهُ يُنَجِّيكَ مِنْ فَخِّ الصَّيَّادِ وَمِنَ الْوَبَإِ الْخَطِرِ. بِخَوَافِيهِ يُظَلِّلُكَ وَتَحْتَ أَجْنِحَتِهِ تَحْتَمِي. تُرْسٌ وَمِجَنٌّ حَقُّهُ. لاَ تَخْشَى مِنْ خَوْفِ اللَّيْلِ وَلاَ مِنْ سَهْمٍ يَطِيرُ فِي النَّهَارِ وَلاَ مِنْ وَبَأٍ يَسْلُكُ فِي الدُّجَى وَلاَ مِنْ هَلاَكٍ يُفْسِدُ فِي الظَّهِيرَةِ. يَسْقُطُ عَنْ جَانِبِكَ أَلْفٌ وَرَبَوَاتٌ عَنْ يَمِينِكَ. إِلَيْكَ لاَ يَقْرُبُ. إِنَّمَا بِعَيْنَيْكَ تَنْظُرُ وَتَرَى مُجَازَاةَ الأَشْرَارِ. لأَنَّكَ قُلْتَ: «أَنْتَ يَا رَبُّ مَلْجَإِي». جَعَلْتَ الْعَلِيَّ مَسْكَنَكَ لاَ يُلاَقِيكَ شَرٌّ وَلاَ تَدْنُو ضَرْبَةٌ مِنْ خَيْمَتِكَ" (مز 91: 1-10).

التفكير في هذا. متى وعد الله أولاً أنّه سيلتزم بشعبه؟ متى أثبت وجوده معهم؟ متى أعطى تعليمات محددة لبناء مسكنه في وسط معسكرهم؟ في البرية! كان ذلك هو الوقت الذي افتتح فيه حضوره الشخصي الدائم مع إسرائيل. حتّى يومنا هذا، يحتفل اليهود بـ "عيد المظال"، وهو مهرجان يحتفل بالموسم الذي عاشوا فيه في خيام في البرية، وعاش الله في خيمة بينهم. البرية ليست مكان غياب الله. إنّه المكان الذي يقيم فيه حضوره بطريقة جديدة. مكان حضوره معك! أين أنت الآن - إنّه ملجأ وحصن!

غالبًا ما يقول الناس أنَّ حضور الله أكثر واقعيَّة في نفوسهم في خضم الأوقات العصيبة أكثر من المعتاد. في وسط الألم والمعاناة الشديدين، يتعرفون على حضور يسوع بطريقة أعمق وأكثر قوة وشخصية مما عايشوه من قبل. بغض النظر عن مدى شعورك بالإحباط الذي تشعر به - استيقظ على طلب الربّ. اجعل أمانته درعك وملجأك. لف نفسك في حقيقته وحبه. اقضِ وقتًا في حضوره وفي كلمته، واعلم أنك مختبئ في حصن قوي لا يستطيع الظلام اختراقه.

"أيْضاً إِذَا سِرْتُ فِي وَادِي ظِلِّ الْمَوْتِ لاَ أَخَافُ شَرّاً لأَنَّكَ أَنْتَ مَعِي. عَصَاكَ وَعُكَّازُكَ هُمَا يُعَزِّيَانِنِي. تُرَتِّبُ قُدَّامِي مَائِدَةً تُجَاهَ مُضَايِقِيَّ. مَسَحْتَ بِالدُّهْنِ رَأْسِي. كَأْسِي رَيَّا. إِنَّمَا خَيْرٌ وَرَحْمَةٌ يَتْبَعَانِنِي كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي وَأَسْكُنُ فِي بَيْتِ الرَّبِّ إِلَى مَدَى الأَيَّامِ" (مزمور 23: 4-6)