مُحصن ضدّ الخوفعينة

لن يدعك أبيك تغرق

المتعة فوق الألم هي نظامنا الأساسي، وعادة ما نبحث عن مسار أقل مقاومة. لكن على عكس الله الذي يرى حياتنا من وجهة نظر الأبديَّة، واهتمامه الأساسي ليس راحتنا بل امتثالنا لصورة ابنه. ما مدى فعالية الجيش في رأيك إذا تم تدريب الجنود في المنتجعات الخمس نجوم؟ ما مدى مصداقيَّة الباحث إذا لم يسبق له أن امتحن؟ إلى متى يستمر الملاكم في الحلبة إذا كان تدريبه يتألف من معارك مع الوسائد؟

قرأت عن تجربة علميَّة ضمت مجموعة من الباحثين الذين عزلوا أنفسهم عن العالم الخارجي في بيئة اصطناعيَّة تسمى "المحيط الحيوي". وداخل المحيط الحيوي، نجح العلماء في تكرار كلّ حالة طقس تقريبًا على الأرض باستثناء الرياح وحدها. ولدهشتهم، كان غياب الرياح كارثيًا بالنسبة للأشجار، التي بدأت تنحني وتنتزع تحت ثقلها. اتضح أنَّ الرياح تُقوي الأشجار من خلال خلق المقاومة! بدون هذه المقاومة، لن تنمو الأشجار بقوة كافية لتحمل نفسها في وضع مستقيم. هذا هو قانون الحياة العام.

منذ عدة سنوات عندما كان أطفالنا لا يزالون أطفالًا صغارًا يتعلمون المشي، كنت أنا وزوجتي نعيش في منزل به حمام سباحة استمتعنا به كثيرًا. لكنني كنت قلق دائمًا من أنَّ أحد الأطفال قد يقع في المسبح عندما لا ينتبه له شخص بالغ. لذلك، حرصًا على سلامتهم، سجلت ابني وابنتي في دروس السباحة. كانت الأيام القليلة الأولى عذابًا لهم ولنا، لأن تعلم السباحة هو معموديَّة بالنار. أنا متأكد من أنَّ أطفالي يعتقدون أنَّ معلمهم كان يحاول إغراقهم. بكوا، قاوموا، احتجوا، ونادوا للخلاص. ولكن عندما نظروا إلينا، والديهم، كنا نجلس بصمت على هامش. شاهدنا نضالهم، وكانت قلوبنا تتألم لرؤية محنتهم، لكننا لم نتدخل. كان هذا التحدي لمصلحتهم، وقد سمحنا به بسبب حبنا لهم. لكن طوال الوقت كانوا يكافحون ويعانون، كانت أعيننا المُحبّة تتدرب عليهم. شاهدنا كلّ تحركاتهم وما كنا لنسمح لهم بالغرق.

قبل موت موسى بقليل، رنم ترنيمة لإسرائيل وقال: "وَجَدَهُ [أي الربّ] فِي أَرْضِ قَفْرٍ وَفِي خَلاءٍ مُسْتَوْحِشٍ خَرِبٍ. أَحَاطَ بِهِ وَلاحَظَهُ وَصَانَهُ كَحَدَقَةِ عَيْنِهِ" (تث 32: 10).

لقد مر موسى وإسرائيل وداود وعدد لا يحصى من الآخرين - بمن فيهم يسوع نفسه - في البرية وهم يتبعون دعوة الله. كانت الصعوبات التي واجهوها والتجارب التي واجهوها جزءًا من خطة الله وتم استخدامها لتحقيق قصد الله في حياتهم. كونك في إرادة الله لا يعني أنّه لن تكون هناك انتكاسات أبدًا أو أننا سنكون محصنين ضدّ الصعوبات. ولكن حتّى في خضم البريَّة، سيفرد الله جناحيه علينا ويواصل الدوران حولنا بينما يرفرف النسر فوق صغاره. الله يحبنا! سيحفظنا كحدقة عينه، ولن يسمح لنا بالغرق.