كيف نعيش حياة أبسط عينة

  6- توقف عن الـمماطلة

"المُماطلة فرصة طبيعية للاغتيال." -فيكتور كايم

"اليومِ، إنْ سمُعتْمُ صوتهَ، فلا تُقّسُوا قلوبَكُم." (عبرانيين 4: 7)

أشــعر أن الحيــّاة معقدة بالنســبة لي عندما يكــون في ذهنــي العديد من المشـروعات التي لم أنته منها بعد، وهي تلك الأشــياء التي التزمت بالقيام بها

أو التــي أعرف أن علي القيام بها، ولكني لم أتَّخـذ أي إجراء لكي أتممها. وهكذا لا أستطيع الدخول إلــى راحة الله إلا عندما أســتمع لتوجيهــه وأتخذ الفعل

المناســب تجاه الأمر. لهذا يجب أن نتأكد من أننا نفعل ما يقودنا الله لفعله أو نفعل ما نعرف في قلوبنا أنه يجب علينا أن نفعله، فالنوايا الطيبة لا تتساوى مع الطاعة، وإلى أن نطيع، لن نشعر بالراحة في نفوسنا.

المماطلــة هي أحد الأســاليب الخادعة التي يســتخدمها الشــيطان، فمن خلال المماطلة يقنعنا بأننا يجب أن نفعل شــيئاً ما، فنخطط له، ولكننا نفشــل في إنجازه. التخطيط جيد ولكن العمل أفضل. كم عدد الأمور المعلقة في حياتك الآن، والتــي تعرف أنه يجــب عليك القيام بها ولكنك لم تفعل حيالها أي شيء؟  أني واثقة من أن تلك الأشــياء هي مصدر للمشــكلات والعذاب. ففــي كل مرة تتجه نحو الدولاب الذي تنوي أن تنظفه منذ ثلاث سنوات، تجد هذا الدولاب يدينك. ويصرخ: «أنت كســول وغير منظم» وبدون أن تدرك يجعلك هذا الدولاب تشــعر بشــعور سيئ تجاه نفسـك، وأفضل فعل هو أن تحدد يوما لكي تنظف الــدولاب. فقط افعل هذا. 

ماذا عن الإصلاحات التي يجب القيام بها في منزلك، أو تلك القائمة من التليفونات التي أجلتها لأســابيع أو ربما لشـهور؟ فكر فقط ما الذي يجب عليك القيام به حتى لا تشعر بأنك كسول وغير منظم، ربما تكون تلك المشاعر غامضة، ولكنها موجودة ويمكن أن تمنعنا حقا من الاستمتاع بالحياة. إن الشيء البسيط الذي يجب عليك القيام به هو أن تخصص يوم أو وقت وتنجز هذه المهمة! فالقيام بعمل من التنظيم واتخاذ فعل معين تجاه الأمر سيحميك من مضاعفة الأيام التي تشعر فيها بأنك مستنزَف.

إذا كنــت تواجه الكثير من المشــروعات التي لم تنهها، أو المهام التي تؤجلها لفترة طويلة، فلا تشــعر بالضغط وتسمح لنفسك بأن تشعر بالهزيمة قبلما تبدأ.

انظــر إلى خط النهايــة لا إلى العمل الضــروري القيام به للوصول إلــى هذا الخط، وسـيكون عليك أن تهذب نفســك وتقــوم ببعض التضحيات طــوال الطريق، ولكن العائد سيكون أياما كثيرة من الحرية والتمتع. ويخبرنا الكتاب المقدس أن التأديب لا يأتي بفرح بل بحزن (انظر عبرانيين 12: 11) ولكن فيما بعد "يعطي الذين يتدربون به ثمر بر للسلام." الحكماء يهتمون أكثر بمرحلة فيما بعد بدلاً من الاهتمام بالمرحلة الحالية،. فهم مســتثمرون ويســتثمرون ما لديهم لكي يحصلوا على شيء أفضل في المستقبل.

فلتجعــل حياتك أبســط بــأن تتخذ قــرارًا أن تكون «الآن» شــخصا لا يماطــل ولا يؤجل. اجعــل فلســفتك الجديدة في الحياة هـي "ألا تؤجل أبدا للغد ما يمكنــك إنجازه اليوم." فلتفعــل الآن وتختبــر شــعور الســلام الــذي يصاحــب القيــام بذلــك العمل البســيط