كيف نعيش حياة أبسط عينة

3- احيا لتمجد الله

"يبدو أن معظم الناس يعيشون لأنفسهم، دون أن يعيروا انتباها لتمجيد الله أو للاهتمام بالمخلوقات الأخرى." -دافيد برنارد

"فإذا كنتَم تأكُلونَ أو تشرَبونَ أو تفعَلونَ شًيئا، فافعَلوا كُلَّ شيء لمَجدِ الله." (1كورنثوس 10: 31)

مــن المهــم أن تُظهر مجد الله في حياتــك لا من خلال كلماتــك أو أعمالك الروحية وحســب، فلتبدأ في رؤيــة الروتين اليومي العادي على أنه شــيء نفعله

لله وليس مجرد شــيء تشطب عليه في قائمتك حتى تبحث عن الله في خضم تلك الأشــياء التي تعتقد أنها مقدسة، كل الحياة مقدسة لو أننا نحياها للرب.

تعلِّمنا كلمة الله في كولوسي 3: 23 أن نعمل كل شيء من القلب "كما للرب ليس للناس". 

يحدد الله لنا أمورًا عادية في الحياة وكذلك أمورًا روحية مثل الصلاة ودراســة الكتاب المقــدس، والأعمال الصالحة، ويخبرنا من خلال كلمته أن نذهب لنعمل

وندفــع الفواتيــر، ونهتــم ببيوتنا وأجســادنا وبشــركتنا مع المؤمنيــن الآخرين، ونســتمتع بالطعام والراحة والضحك، وعندما نرى كلاًّ من تلك الأنشطة كشيء نفعله للرب ولمجده، تصبح الحياة أسهل، فيجب ألاَّ نحاول أن نفعل تلك الأمور ولكننا ببساطة نفعل ما خلقنا الله لكي نكونه. 

عندمــا نفصل مــا بين الأمور المقدســة والأمور العادية نحيــا حياة ممزَّقة؛ حيث إننا نندفع تجاه الأشياء التي نراها عالمية ودنيوية لكي نصل إلى الأنشطة الروحية التي نشعر أن الله يسر بها، كيف يمكننا أن «نصلي بلا انقطاع،» إن لم ندرك أن كل حياتنا التي نقدمها لله قد أصبحت صلاة، نوع من الشفاعة الحية؟

لــو أني أريد أن يكون شـكلي جميل حتى أمجــد الله، إذًا فالتمارين الرياضية والوقــت الذي أقضيه في تصفيف شــعري وارتداء ملابس علــى أحدث الموديلات تصبح شــيئا مقد ًســا، ولو كانت دوافعي هي الغرور، أي أن الســبب الوحيــد الــذي أفعله هو لأجل نفســي وما يمكننــي أن أجنيه من ورائهــا إذًا فإن تصرفاتي ليســت مقدســة. إن الأشــياء المقدســة هي تلك التي تُخصص لله، فلو أنني مخصصة لله ولو أني أعطيته كل حياتي وكل حواســي، وقدراتي وكل ممتلكاتي، إذًا، ألست كلي وكل حياتي مقدسة؟ كل ما نفعله يكون مقدسا لو أنه يُفعل لأجل الله.

هــل تعرف أن الله يشــير فعليًّا لأولاده بأنهم قديســون؟ وهــذا لا يعني أن كل تصرفاتنا يمكن تصنيفها على أنها مقدسة أو أننا لا نرتكب خطأ، ولكن الله يرانا من خلال دم يسوع، فهو يرانا أبرارًا عندما نضع ثقتنا في ابنه (انظر 2كورنثوس 5: 21) وعندما نكرِّس حياتنا له ونجاهد يوميًّا لكي نرضيه في كل الأشــياء عندها تصبح كل الأشياء مقدسة، فاتجاهات قلوبنا التي نكتشفها هي الأهم في نظر الله.

إن مــا يجعــل الحياة بســيطة هو وجود علاقــة حميمة مع المســيح واتباع مبادئه، ومحبتنا لشــخصه وليســت محبتنا لما يفعله لأجلنا، كل تلك الأشياء

تجعل الحياة سلســة وغير معقدة، فترى الحياة كشــيء كامل وليست كأجزاء كثيرة مقســمة، بعضها مناســب لله والبعض الآخر غير مناسب. فلو أن هناك أي جــزء في حياتي غير مناســب للرب، إذًا فهو غير مناســب لــي أيضا، ويجب أن اســتبعده، يجب أن تزيل تلك الأجزاء التي تحتفظ بها لأجل نفســك فقط حتى تفسح مكانًا لتلك الأجزاء التي تمجد الله وتكرمه، دع تلك الأشياء التي تمجده وتكرمه تنمو وتزدهر ولتراقب كيف ستصبح الحياة سهلة.