معلومات عن خطة القراءة‌

مدخل إلى الأناجيلعينة

 مدخل إلى الأناجيل

يوم 9 من إجمالي 10

  


اليوم 09: المواضيع المميزة في إنجيل لوقا 7: 12-16، 12: 22-31، 24: 52-53


يُجيبُ إنجيلُ لوقا عن السؤالِ "من هو يسوع؟" عن طريقِ الإعلانِ أنه مُخلِّصُ العالمِ الرحوم. وقد أتى يَسوعُ بالخَلاصِ إلى الغَني والفَقيرِ عَلَىَ الْسَّوَاءِ، إلى القادةِ الدينيينَ والمَنبوذينَ من المُجتَمَع. وأخبارُ يسوعَ السّارةُ هي للجَميع حتى لأولئكَ المُحتقَرينَ. وقد شدَّد لوقا على هذه الحَقيقةِ بعدةِ طُرُق. كَرَّم يسوعُ الأختَينِ مَريمَ ومَرْثَا، في وقتٍ اعتبرَ الكثيرُ من الرجالِ أن النِساءَ أقلُّ شأناً منهُم. وقد دوَّنَ لوقا أمثالاً وقِصَصاً أظَهَرَ فيها نساءً مَثلَ المَريضة، والمُنحنيِة، وحتى الأُمَمِيَة، كنساءٍ يُقتدى بِهِنَ، ويستَحقِقْنَ المَديح. وقد مدَحَ يسوعُ الأرملةَ التي أعطَت في الهَيكَلِ القليلَ الذي هو كلُ ما وفَّرَتْه في حَياتِها. وقد أخبرَ لوقا قِصَةَ العَشارِ المَنبوذِ زَكا الذي كان تجاوبُهُ مع يَسوعَ نَموذجاً لكلِ قُرّاءِ لوقا. فمرةً تلوَ المرَة دوَّنَ لوقا اهتمامَ يسوعَ بأولئكَ الذينَ أهْمَلَهُم المُجْتمَع.


على سَبيلِ المِثال، تأمل هذهِ الروايةِ من لوقا ١٧: ١٢ – ١٦:


فَلَمَّا اقْتَرَبَ [يسوعُ] إِلَى بَابِ الْمَدِينَةِ إِذَا مَيْتٌ مَحْمُولٌ ابْنٌ وَحِيدٌ لأُمِّهِ وَهِيَ أَرْمَلَةٌ ... فَلَمَّا رَآهَا الرَّبُّ تَحَنَّنَ عَلَيْهَا وَقَالَ لَهَا: "لاَ تَبْكِي". ثُمَّ تَقَدَّمَ وَلَمَسَ النَّعْشَ فَوَقَفَ الْحَامِلُونَ. فَقَالَ: "أَيُّهَا الشَّابُّ لَكَ أَقُولُ قُمْ". فَجَلَسَ الْمَيْتُ وَابْتَدَأَ يَتَكَلَّمُ فَدَفَعَهُ إِلَى أُمِّهِ. فَأَخَذَ الْجَمِيعَ خَوْفٌ وَمَجَّدُوا اللهَ قَائِلِينَ: "قَدْ قَامَ فِينَا نَبِيٌّ عَظِيمٌ وَافْتَقَدَ اللهُ شَعْبَه".


في العالَمِ الروماني في القَرنِ الأوَل، لم يَتَوَفرْ للأرمَلَةِ التي فَقَدَت ابنَها الكَثيرَ من سُبُلِ العَيش، وكانت فُرَصُها لإيجادِ عَمَلٍ ضَئيلَة. وبِتَشديدِه على حَنانِ يَسوعَ عليها ـ أشارَ لوقا إلى أن عَمَلَ الربِ كمُخَلِّصٍ كان مُوَجَهاً أيضاً إلى اُلفقَراءِ والبائِسين. وكما علَّقَ الناسُ في نِهايةِ القِصَة، فإن خَدمَةَ يسوعَ بين المُحتاجين والضُعَفاء كانتِ البُرهانَ على أن اللهَ افتقدَ شَعبَه.


إذن، كيفَ يُجيبُ إنجيلُ لوقا عن السُؤالِ الثاني: كيفَ نَتْبَعُ يسوع؟ انسِجاماً مع اهتِمامِ لوقا بالفُقَراء، هُناكَ أمرٌ يُمكِنُنا أن نفعَلَه، وهو أن نعطفَ على الآخَرين. يَجِبُ أن نَهتمَّ بالفُقَراء، وأن نُجاهِدَ لنَسُدَّ احتِياجَهم. يَجِبُ أن نَكونَ مُستَعِدينَ أن نُعطيَ مُمتلكاتِنا، وطعامَنا، ومالَنا لندْعَمَهم. والحَقيقةُ أَن اللهَ غالباً ما يُرسِلُ مَسيحيينَ مُحسِنينَ استجابةً لصَلواتِ المُحْتاجين. وكما قالَ يسوعُ في لوقا ١٢: ٣٣:


بِيعُوا مَا لَكُمْ وَأَعْطُوا صَدَقَةً. اِعْمَلُوا لَكُمْ أَكْيَاساً لاَ تَفْنَى وَكَنْزاً لاَ يَنْفَدُ فِي السَّمَاوَاتِ حَيْثُ لاَ يَقْرَبُ سَارِقٌ وَلاَ يُبْلِي سُوسٌ.


عندما نتبعُ يسوعَ بأمانةٍ عن طَريقِ الاهتِمامِ بشعبِه بأمانةٍ، فهو يُكافئُنا بميراثٍ أبَدي.


طريقةٌ أخرى يُمكِنُنا من خِلالِها أَن نَتبعَ يَسوع، هي عندما نَستريحُ واثقينَ في حَقيقَةِ أَن اللهَ سيَسُدُ احتياجاتِنا أيضاً.


تأمل كَلِماتِ يسوعَ في لوقا ١٢: ٢٢ – ٣١:


لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَلاَ لِلْجَسَدِ بِمَا تَلْبَسُونَ ... فَلاَ تَطْلُبُوا أَنْتُمْ مَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَشْرَبُونَ وَلاَ تَقْلَقُوا ...  بَلِ اطْلُبُوا مَلَكُوتَ اللهِ وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ.


كأعضاءَ في ملكوتِ الله، يُمكِنُنا الوُثوق أَن مَلِكَنا العظيمَ يسوعَ المسيحَ سَيَهتمُ بنا ويَسُّدُّ احتياجاتِنا.


وهذا التشديدُ على الوثوقِ بالمُخَلِّصِ مُرتَبِطٌ بمَوضوعَين آخرَين في إنجيلِ لوقا وهما: السَّلامُ والفَرَح. على سبيلِ المِثال، نحو بِدايةِ إنجيلِ لوقا، في ٢: ١٠ – ١٤ نقرأُ هذا الإعلانَ المَلائكي:


فَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ: "لاَ تَخَافُوا. فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ ... الْمَجْدُ لِلَّهِ فِي الأَعَالِي وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ".


بعد اثنَينِ وعِشرينَ إصحاحًا لاحقاً، يَختِمُ لوقا إنْجيلَه بالطريقةِ ذاتِها التي استَهلَه فيها. ففي نِهايةِ قصتِه، كان التلاميذُ يَتبعونَ يسوعَ ويختبِرونَ الفَرحَ الذي كان المَلائِكةُ قد أنبأوا به في الإصحاح الثاني.


تأمل كَلماتِ لوقا الخِتامِية في ٢٤: ٥٢ – ٥٣:


فَسَجَدُوا لَهُ وَرَجَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ بِفَرَحٍ عَظِيم.ٍ وَكَانُوا كُلَّ حِينٍ فِي الْهَيْكَلِ يُسَبِّحُونَ وَيُبَارِكُونَ اللهَ.


اتّباعُ يسوعَ في إنجيلٍ لوقا، يعني أن نَبتهجَ في خلاصِنا وفي كلِ بَركاتِ الله. يعني أَن نرتاحَ فيه بِسلامٍ واثقينَ أنه سيَسدُّ كلَ احتِياجاتِنا، وأن نكونَ مُستَعدينَ أَن يَستَخدِمَنا اللهُ لكي نُوصِلَ هذه البركاتِ ذاتَها إلى الآخرين.

يوم 8يوم 10

عن هذه الخطة

 مدخل إلى الأناجيل

البحث في الطابع الأدبي للأناجيل، ومنزلتهم في الكنيسة، ووحدتهم وتنوعهم.

نود أن نشكر وزارات الألفية الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: http://arabic.thirdmill.org

تستخدم YouVersion ملفات تعريف الإرتباط لتخصيص تجربتك. بإستخدامك لموقعنا الإلكتروني، فإنك تقبل إستخدامنا لملفات تعريف الإرتباط كما هو موضح في سياسة الخصوصية