معلومات عن خطة القراءة‌

مدخل إلى الأناجيلعينة

 مدخل إلى الأناجيل

يوم 8 من إجمالي 10

  


اليوم 08: المواضيع المميزة في إنجيل مرقس 1: 12-13، 4: 40، 6: 52، 7: 18، 8: 34-35، 9: 18، 9: 38-41




شدّد مَرقُسُ في كلِ إنجيلِه على أن يسوعَ هو ابنُ اللهِ المُتألِمِ الذي انتَصَرَ على أعداءِ شَعبِ الله. وقد دوَّن مَرقُسُ حالاتٍ عديدةً من مُعجِزاتِ يسوعَ تُظهِرُ سُلطانَه على قُوى الشَّر. وعلى الرُغمِ من أن إنجيلَ مَرقُسَ أقصرَ بكثيرٍ من إنجيلَي متى ولوقا فهُوَ يُسجِّلُ تقريباً العدَدَ ذاتَه من المُعجزات – ثماني عَشرةَ مُعجِزة.


نرى من بِدايةِ إنجيلِ مَرقُسَ أَن يسوعَ هو ابنُ اللهِ المُنتصرُ والمتألِم. وفي الإصحاح الأولِ وَحدَه، نرى يوحَنا المَعمَدانَ يتنبأُ بمَجيءِ المسيح، ثم ما لبِثَ أن بدأَ يَسوعُ خِدمتَهُ العَلَنِية. فتعمَّدَ وجُرِّبَ في البرِّيَة، ثم دعا تَلاميذَه الأوَلينَ وطَرَدَ الأرواحَ الشريرةَ وشَفى الكثيرَ من الناسِ من أمراضٍ مُختلفة. حتى القِراءَةُ السَطحِيةُ لهذه القِصةِ المليئةِ بالحَركة، تُظهرُ يسوعَ ظافِراً بقوة على أعداءِ مَلكوتِ الله. وتُبيِّنُ القراءةُ الأعمقُ أَن مَرقُسَ صوَّر يسوعَ كابنِ اللهِ المُتألِمِ منذُ بِدايِةِ خِدمَتِه.


على سبيلِ المِثال، يُدوِّنُ لنا مَرقُسُ ١: ١٢ – ١٣ هذه الروايةَ بعدَ معموديةِ يسوع:


وَلِلْوَقْتِ أَخْرَجَهُ الرُّوحُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ وَكَانَ هُنَاكَ فِي الْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ يَوْماً يُجَرَّبُ مِنَ الشَّيْطَانِ. وَكَانَ مَعَ الْوُحُوشِ. وَصَارَتِ الْمَلاَئِكَةُ تَخْدِمُهُ.


عانى يسوعُ من هَجَماتِ إبليسَ منذُ اللحَظةِ الأولى لخِدمِتِه العَلَنِيَّة. وصورةُ يسوعَ كالعبدِ المتألمِ استَمرَت في التَنامي في كلِ إنجيلِ مَرقُس بينما كان يَسوعُ يَتَحمَّلُ الاضطِهادَ والرَفض.


كيف نتبعُ إذاً يسوعَ الظافِرَ المُتألمَ بِحَسَبِ مَرقُس؟ من جِهِة، لا يُجَمِّلُ إنجيلُ مَرقُسَ الحياةَ المسيحيَة، وهو يصِفُ التلمذَةَ كعمليةٍ صَعبةٍ ومُحبِطَةٍ في كَثيرٍ مِن الأَحْيان. ففي هذه العَمَلِيَةِ لا نَتَألمُ فَقَط، بل نرتكبُ أيضاً أخطاءً ونخفقُ. ولعل السِمَةَ المميّزةَ في إنجيلِ مَرقُسَ هي كَثرَةُ المراتِ التي أخْفَقَ فيها تلاميذُ يسوعَ في فَهْمِه والتَجاوُبِ معَه بالإيمان. في مَرقُسِ ٤: ٤٠ تَساءَلَ يسوعُ إن كانَ لتلاميذِه أيُّ إيمانٍ على الإِطلاق؛ في ٦: ٥٢ كانت عقولُ التلاميذِ غليظة؛ في ٧: ١٨ اتهمَ يسوعُ تلاميذَه "بعدم الفهم" لأنهم فَشِلوا في أن يَفهَموا تعاليمَه؛ في ٩: ١٨ عَجَزَ التلاميذُ أَن يَطرُدوا روحاً شِريراً؛ في ٩: ٣٨ – ٤١ حاولَ التَلاميذُ عن طَريقِ الخًطأِ منعَ طارِدِ أرواحٍ شريرة لأنهُم لم يَكونوا يَعرِفوه؛ وفي الإصحاح ١٤ وشى به أحدُ التلاميذِ إلى السُلُطاتِ، وأنكرَ آخرُ أَن تكونَ له أَيّ علاقةٍ بيَسوعَ، بينما تَخَلى عَنهُ الآخَرون.


يُعَلِّمُنا هذا التشديدُ في إنجيلِ مَرقُسَ أمرَينِ على الأقلِّ عن اتِّباعِ يَسوعَ. أولاً، مثلُ التلاميذِ لا نقدرُ دائماً أن نَفهَمَ يَسوع. في الواقع، نحنُ على الأرجَحِ سنُسيئ فَهْمَ أمورٍ كثيرةٍ في الكِتابِ المُقدَس. من هنا نَحتاجُ أن نَتَواضَعَ بشكلٍ كافٍ كي نُدركَ أن أمامَنا الكثيرَ لنَتَعَلَمَه. ونحتاجُ ضِمنَ ذلك أن نقبلَ تعاليمَ الكِتابِ المُقَدَسِ بإيمان، عالمينَ أَن كلمةَ اللهِ صَحيحةً حتى إن بَدَت غَريبةً أو مَغْلوطةً بالنسبةِ لنا.


وثانياً، لا يُمكِنُ للمسيحيين تَجُنَبَ الصعوباتِ والألم. فهناكَ مخاطرُ جَمَّة، وتجاربٌ عديدةٌ تَعمَلُ على إبْعادِنا عن اتِّباعِه.


تأمل ما قالَهُ يسوعُ في مَرقُسَ ٨: ٣٤ – ٣٥:


مَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي. فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي وَمِنْ أَجْلِ الإِنْجِيلِ فَهُوَ يُخَلِّصُهَا.


علَّم يَسوعُ أنه علَينا أَن نكونَ أُمَناء في عَهدِنا مَعَه. يجِبُ أَن نَكونَ مُستعدينَ أَن نَتألمَ كما تألمَ يَسوع، أن نقِفَ في وجْهِ التَجربةِ والهَجَماتِ الروحية. لكن لاحظْ أمراً آخرَ في هذا المَقطع: ليسَ يسوعُ فقط ابنَ اللهِ المُتألِم، بل هو أيضاً ابنُ اللهِ الظافر. في الواقع، هو ظافرٌ من خِلالِ مَوتِه. ونَحنُ إن اقتَفَينا خُطاهُ بأمانةٍ في التألُمِ من أجلِ الملكوت، فسوفَ نُجازى بالحياةِ الأبدية.

يوم 7يوم 9

عن هذه الخطة

 مدخل إلى الأناجيل

البحث في الطابع الأدبي للأناجيل، ومنزلتهم في الكنيسة، ووحدتهم وتنوعهم.

نود أن نشكر وزارات الألفية الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: http://arabic.thirdmill.org

تستخدم YouVersion ملفات تعريف الإرتباط لتخصيص تجربتك. بإستخدامك لموقعنا الإلكتروني، فإنك تقبل إستخدامنا لملفات تعريف الإرتباط كما هو موضح في سياسة الخصوصية