علّمنا أن نصلّيعينة

الخروج من قوقعة الذات

عندما يتعلَّق الأمر بالصلاة الجماعيَّة، يبدو أنَّ كنائسَ عدَّة لا تُدرك قلَّة الأوقات التي تُمضيها في الصَّلاة معًا كجماعة، وهذه الكنائس لا تعكس سخاءَ الله وكرمَه. أتذكَّر الوصفَ الذي قدَّمه جون ستوت لأحد الاجتماعات التي زارَها ذاتَ مرَّة:

" منذ بضعة أعوام، أتذكَّر أنِّي زرتُ إحدى الكنائس متخفِّيًا، وجلستُ في أحد الصُّفوف الخلفيَّة... وحين وصلنا إلى الصَّلاة الرَّعويَّة، قادها أحد الإخوة القادة لأنَّ راعي الكنيسة كان في إجازة. وصلَّى هذا القائد لراعي الكنيسة حتَّى يحظى بإجازة طيِّبة. حسنًا، كان ذلك أمرًا جيِّدًا؛ فيجب أن يحظَى الرُّعاة بإجازاتٍ جيِّدة، ثمَّ صلَّى لأجل إحدى الأعضاء التي كانت على وشك الولادة حتَّى تكون عمليَّة الولادة آمنة، وهي صلاة جيِّدة، وصلَّى بعد ذلك لأجل امرأةٍ أُخرى مريضة، وختمَ صلاته من دون أن ينطقَ بأيَّة كلمةٍ أُخرى. ولم تستغرقْ صلاتُه سوى عشرين ثانية، فقلت في نفسي إنَّها كنيسة بدائيَّة تعبد إلهًا بدائيًّا، ولا تهتمّ بالعالَم الخارجيّ، ولا تُفكِّر في الفقراء ولا المضطهدين ولا اللاجئين ولا الأماكن التي ينتشر فيها العنف ولا الكرازة للعالم".

تتلخَّص رسالتُنا الأساسيَّة إلى الكنيسة في الآتي: لا تبحثي عن أفضل الممارسات أو أحدث الأساليب، بل ارفعي عَينَيكِ إلى الله مثبِّتةً أنظاركِ عليه، واستَمِعي إلى كلمة الله مرَّةً أُخرى وعودي إليها. فالصَّلاة المثمرة تنمو بالممارسة المستمرَّة وليس بسماع وفَهْم المقترَحات.

املأ قائمة طلبات الصَّلاة أوَّلًا بأمور الملكوت والكنيسة كلِّها والاهتمامات الكبيرة في الحياة. وعند ملء قائمة طلبات الصَّلاة، أدرجْ أيضًا التَّسابيح والتضرُّعات، وتُعدُّ آية "فَرَحًا مَعَ الْفَرِحينَ وَبُكاءً مَعَ الْباكينَ" (رومية 12: 15) عنوانًا رائعًا لاجتماعات الصَّلاة. ابحثْ عن القصص المشجِّعة في كنيستك، وامتدحْ ما تريد أن ترى المزيد منه، وصلِّ لنجاح الخدمة في حياة أعضاء كنيستك، لأنَّ هذا النَّوع من الصَّلاة يُساعد الكنيسة على معرفة أنَّ الله هو الذي يأتي بهذه الفرص، لا نحن.

صلاة

يا إلهي، أُحب العيش قربك؛ والشكر والتسبيح بك لائقان، لكنَّ نفسي تئن، وفي داخلي ألمٌ. أحتاج إلى جماعةٍ، إلى شعبٍ، إلى كنيسةٍ مصلِّية لنقضي الوقت معًا رافعين الصلوات والتشكّرات لأجل جميع الناس، لأجل مَن هم في منصب في بلادنا والمتألّمين. اجعل صلاتنا مثمرة في بيوتنا وكنائسنا، وأيضًا في مجتمعاتنا، باسم يسوع، آمين.