الملكوت المعكوس / الجزء الأوّل - الإنجيل بحسب ما رواه لوقاعينة

خرج الربّ يسوع إلى البرّيّة مدّة أربعين يومًا من دون طعام بعد معموديّته. يُعيد الربّ يسوع إلى أذهاننا رحلة بني إسرائيل التي استمرّت أربعين عامًا في البرّيّة، حين تذمّروا على الله وتمرّدوا ضدّه. لكنّ الربّ يسوع ينجح في ما فشل فيه بنو إسرائيل. وعند تعرّضه للتجربة، يرفض الربّ يسوع استخدام هويّته الإلهيّة لخدمة نفسه، ويختار بدلًا من ذلك المعاناة مع البشر. فهو يثق في الله في التجارب كلّها، ويُثبت أنّه الإنسان الذي سيقلِب فشل إسرائيل والبشريّة جمعاء.

يعود الربّ يسوع بعد ذلك إلى الناصرة مسقط رأسه. ويزور المجمع، ويُدعى إلى القراءة من الأسفار العبرانيّة المقدّسة. فيفتح سِفر إشعياء، ويقرأ، ثمّ يجلس قبل أن يضيف: "اليوم قد تمّ ما كُتبك على مسامعكم." فيندهش الحشد، ولا يستطيع أحد أن يُزيح نظره عنه. فهذا هو الذي تحدّث عنه إشعياء، المُختار، الذي يبشّر الفقراء ويشفي المرضى ويحرّر المنبوذين من عارهم. وهو الذي سيؤسِس مملكته المعكوسة رأسًا على عقب، ليعكس الخطأ ويجعل العالم صحيحًا مرّة أُخرى.

اقرأ وتأمّل ثمّ أجِبْ:

• هل تمّ إغراؤك يومًا لاستخدام هويّتك التي وهبها الله إيّاك، وقدرتك على الخدمة لإثبات نفسك؟ تأمّل في مقاومة الربّ يسوع الشيطانَ متّكلًا على كلام الله ومردّدًا إيّاه. ما المقاطع المحدّدة في الكتاب المقدّس والتي يمكن أن تساعدك على تذكّر جوهر الله عندما تتعرّض للتجربة؟ دوّنها.

• أتمّ الربّ يسوع ما ورد في سِفر إشعياء. اقرأ سِفر إشعياء ٦١ في ضوء هذه الحقيقة الإيمانيّة. ماذا تلاحظ؟

• قارن استجابة الحشود لأخبار الربّ يسوع السارّة في الآية ٢٢، مع استجابتهم في الآية ٢٩. كيف تستجيب أنت لرسالة الربّ يسوع اليوم؟

• ترجم قراءتك وتأمّلاتك إلى صلاة. اشكر الربّ يسوع من أجل اشتراكه في آلامك، ونزعه للعار الّذي تشعر به. اطلب منه المساعدة في التغلّب على الإغراءات هذا الأسبوع وتجاربه.